قال شريح: إني لأصاب بالمصيبة فأحمد الله عليها أربع مرات: أحمد إذ لم يكن أعظم منها، وأحمد الله رزقني الصب عليها، وأحمد إذ وفقني للاسترجاع لما أرجو فيه من الثواب، وأحمد إذ لم يجعلها في ديني.
وعن شقيق قال: قال شريح في فتنة ابن الزبير: ما استخبرت ولا أخبرت، ولا ظلمت مسلماً ولا معاهداً ديناراً ولا درهماً. قال: قلت له: لو كنت على حالك لأحببت أن أكون قد مت، فأومأ إلى قلبه فقال: كيف بهذا؟ وفي رواية قال: كيف بما في صدري. تلتقي الفئتان إحداهما أحب إلي من الأخرى.
قال الشعبي: شهدت شريحاً وجاءته امرأة تخاصم رجلاً فأرسلت عينيها فبكت فقلت: يا أبا أمية، ما أظنها إلا مظلومة فقال: يا شعبي، إن إخوة يوسف جاؤوا أباهم عشاء يبكون قال عامر:
سئل شريح القاضي عن الجراد: فقال: قبح الله الجرادة فيها خلقه سبعة جبابرة: رأسها رأس فرس، وعنقها عنق ثور، وصدرها صدر أسد، وجناحها جناح نسر، ورجلاها رجلا جمل، وذنبها ذنب حية، وبطنها بطن عقرب.
قال المدائني: عرض شريح ناقة ليبيعها فقال له رجل: ما هذه؟ قال: ناقة تمشي على أربع. قال: أتبيع؟ قال: لذلك أخرجتها. قال: وبكم تبيعها؟ قال: بكذا وكذا. قال: كيف لبنها؟ قال: احلب في أي إناء شئت، قال: كيف الوطاء؟ قال: افرش ونم. قال: فكيف قوتها؟ قال: احمل على حائط أو دع. قال: فكيف نجاؤها؟ قال: علق سوطك وسر، فاشتراها منه، فقال له شريح، إن عرضت لك حاجة فسل عن أبي أمية في مسجد الكوفة، فسار بها الرجل، قال: فإذا أخبث ما سخر لأدمي، فأتى مسجد الكوفة وشريح في مجلس القضاء فقال: لم أر فيها شيئاً مما وصفت، فأدناه شريح وأفهمه ما قال له ثم أقاله.
قيل للشعبي: يقال في المثل: إن شريحاً أدهى من الثعلب وأحيل. فما هذا؟ فقال