بايعوا تحت الشجرة، وبالأنصار الذين آوَوا ونصروا ". قال: فما شبهت عطف الأنصار على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا عطفة الإبل - أو كما قال - على أولادها. قال: حتى ترك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كأنه في حَرَجَة. قال: فلرماح الأنصار كانت أخوف عندي على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من رمال الكفار. قال: ثم قال: يا عباس، ناولني من الحصباء. قال: وأَفْقَه الله البغلة كلامه، فانخفضت به حتى كاد بطنها يمس الأرض. قال: فتناول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من البطحاء فحثى في وجوههم وقال: شاهت الوجوه، " حم "، " لا يُنصَرُوْنَ ".
حدث صعب قال: شيبة بن عثمان بن أبي طلحة دفع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المفتاح إليه وإلى عثمان بن طلحة فقال: " خذوها يا بني أبي طلحة خالة تالدة، لا يأخذها منك إلا ظالم "، فبنو أبي طلحة هم الذين يلون سدانة الكعبة دون بني عبد الدار.
وعن عروة قال: كان العباس وشيبة بن عثمان آمَنا ولم يهاجرا، فأقام عباس على سقايته، وشيبة على الحجابة.
قال شقيق: بعث معي رجل بدراهم هدية إلى الكعبة. قال: فدخلت، فإذا شيبة جالس على كرسي، فأعطيته إياها فقال: ألك هذه؟ فقلت: لا، لو كانت لي لم آتك بها. قال: أما لئن قلت ذلك لقد قعد عمر بن الخطاب في مقعدك الذي أنت فيه، فقال: ما أنا بخارج حتى أقسم مال الكعبة. قلت: ما أنت بفاعل، قال: بل لأفعلن، ولمَ؟ قال: قلت: لأن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبا بكر قد رأيا مكانه فلم يحركاه، وهما أحوج إلى المال منك، قال: فقام مكانه فخرج.
توفي شيبة بن عثمان سنة ثمان وخمسين: وقيل: سنة تسع وخمسين.