طالب، وشهد معه الجمل هو وأخواه زيد وسيحان ابنا صوحان. وكان سيحان الخطيب قبل صعصعة. وكانت الراية يوم الجمل في يده. فقتل فأخذها زيد فقتل فأخذها صعصعة.
وتوفي صعصعة في خلافة معاوية بن أبي سفيان. وكان ثقة، قليل الحديث.
دخل علي على صعصعة يعوده، فقال له علي: لا تتخذها أبهة على قومك أن عادكَ أهلُ بين نبيك صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مرضك. قال: بلى، منٌّ علي من الله أن عادني أهل بيت نبيّي في مرضي. قال: فقال له علي: إنك والله ما علمت خفيف المؤنة، حسن المعونة. فقال له صعصعة: وأنت - والله ما علمت - بالله عليم، والله في عينك عظيم.
وعن صعصعة بن صوحان قام ذات يوم فتكلم فأكثر، فقال عثمان: يا أيها الناس، إن هذا البجباج النفّاج، لا يدري من الله، ولا أين الله، فقال صعصعة: أما قولك: ما أدري مَن الله، فإن الله ربنا وربّ أبائنا الأولين. وأما قولك: لا أدري أين الله، فإن الله بالمرصاد ثم قرأ:" أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوْا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيْرٌ " حتى فرغ من هذه الآيات فقال - يعني عثمان -: ويحك ما نزلت هذه الآية إلا فيّ وفي أصحابي. أُخرجنا من مكة بغير حق.
أرسل المغيرة بن شعبة إلى صعصعة فسأله عن عثمان، فذكر صعصعة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعزره وأثنى عليه بما هو أهله. ثم ذكر أبا بكر فقال: هو أول من جمع المصحف، وورث الكلالة. ثم ذكر عمر فقال: هو أول من دون الدواوين ومصّر الأمصار، وخلط الشدة باللين. ثم ذكر عثمان فقال: كانت إمارته قدراً، وكان قتله قدراً. فقال له المغيرة: اسكت، كانت إمرته قدراً وكان قتله قدراً. فقال له صعصعة بن صوحان: دعَوتَني فأجبت، واستنطقتني فنطقت، وأسكتني فسكتُّ.