للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: فمن أي ولده أنت؟ قال: من عمرو. قال: وما عمرو؟ قال: كانوا يستعملون السيف، ويكرمون الضيف، في الشتاء والصيف. قال: فمن أي ولده أنت؟ قال: من عجل. قال: وما عجل؟ قال: ليوث ضراغمة، قروم قشاعمة، ملوك قماقمة قال: فمن أي ولده أنت؟: قال: من كعب. قال: وما كعب؟ قال: كان يغشى الحروب، ويكشف الكروب. قال: فمن أي ولده أنت؟ قال: من مالك. قال: وما مالك؟ قال: الهُمام الهُمام، والقُمقام. قال: يا بن صوحان، ما تركت لهذا الحي من قريش شيئاً! قال: بلى. تركت لهم الوبر والمدر، والأبيض والأصفر، والصفا والمشعر، والقبة والمنحر، والسرير والمنبر، والملك إلى المحشر، ومن الآن إلى المنشر. قال: أما والله يا بن صوحان، إن كنت لأبغض أن أراك خطيباً. قال: وأنا والله إن كنت لأبغض أن أراك أميراً.

قال معاوية لصعصعة بن صوحان: ما المروءة؟ قال: الصبر والصمت. فالصبر على ما ينوبك، والصمت حتى تحتاج إلى الكلام.

مرّ صعصعة بن صوحان بقوم - وهو يريد مكة - فقالوا له: ما أين اقبلت؟ قال: من الفج العميق، قالوا: ماتريد؟ قال: البيت العتيق. قالوا: هل كان من مطر؟ قال: نعم. عفّى الأثر، وانضر الشجر، ودهده الحجر. قالوا: أي آية في كتاب الله أحكم؟ قال: " مَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَه وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَه ".

حدث عبد الرزاق عن أبيه أن صعصعة بن صوحان حين أصابه ما أصابه قطع بعض لسانه، فأتاه رجل، فبال في أذنه، فإما قال لهم، وإما كتب لهم: انظروه، فإن كان من العرب فهو من هذيل. وإن كان من العجم فهو من بربر. قال: فنظروا فإذا هو بربري.

<<  <  ج: ص:  >  >>