للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو عصب، فلا يفتنه ذلك عن دينه، وإن من كان قبلكم يوضع عليه المنشار فيشق باثنين فلا يفتنه ذلك عن دينه ولكنكم تعجلون، وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب ما بين صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله عز وجل وفي رواية والذئب على غنمه. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: رمي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم أحد فكسرت رباعيته. وأدمي وجهه، فجعل الدم يسيل على وجهه ويقول: كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم وهو يدعوهم إلى ربهم عز وجل فأنزل الله عز وجل: " ليس لك من الأمر شيءٌ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ". وعن أبي حازم: أنه سمع سهل بن سعد وهو يسأل عن جرح رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: أنا والله، إني لأعرف من كان يغسل جرح رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومن كان يسكب الماء. ومما روى قال: كانت فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تغسله وعلي كرم الله وجهه يسكب الماء بالمجن، فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة أخذت قطعة من حصير فأحرقتها فألصقتها، فاستمسك الدم، وكسرت رباعية رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يومئذٍ، وجرح وجهه، وكسرت البيضة على رأسه. وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين شر جارين؛ عقبة بن أبي معيط وبين أبي لهب، فكان يصبح على بابه الأرجام والفرث، فيدفعها بسية سيفه ويقول: يا معشر قريش، أي مجاورة هذه! وعن فاطمة بنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعليها قالت: اجتمع مشركو قريش في الحجر فقالوا: إذا مر محمد ضربه كل رجل منا ضربة، فسمعتهم فاطمة فدخلت على أبيها فقالت: يا أبه، اجتمع مشركو قريش في الحجر فقالوا: إذا مر محمد ضربه كل رجل منا.

فقال: يا بنية اسكتي، ثم خرج عليهم فدخل المسجد

<<  <  ج: ص:  >  >>