صيفي بن فشيل نُعي لها من قَنْدابيل فتزوجت بعده العباس بن طريف القيسي. ثم إن زوجها الأول قدم، فأتينا عثمان بن عفان وهو محصور، فأشرف علينا فقال: أتقضى بينكم وأنا على هذه الحال؟ ّ فقلنا: قد رضينا بقولك، فقضى أن يخير الزوج الأول بين الصداق وبين امرأته، ثم قتل عثمان، فأتينا علياً فأخذ مني ألفين ومن زوجي ألفين، وهو صداقه الذي كان جعل للمرأة. قال: وكانت له أم ولد قد تزوجت من بعده، وولدت لزوجها أولاداً فردّها عليه وولدها.
وعن قيس بن عباد الشيباني
أنه جاء إلى زياد فقال له: إن امرأَ منا من بني همام يقال له صيفي بن فشيل من رؤوس أصحاب حجر، وهو أشد الناس عليك، فبعث زياد فأتى به، فقال: يا عدو الله، ما تقول في أبي تراب؟ قال: ما أعرف أبا تراب. قال: ما أعرفَك به! قال: ما أعرفه. قال: أما تعرف علي بن أبي طالب؟ قال: بلى. قال: فذاك أبو تراب. قال: كلا، ذاك أبو الحسن والحسين. فقال له صاحب شرطته: يقول لك الأمير: هو أبو تراب، وتقول أنت لا؟! قال: وإن كذب الأمير، أريد أن أكذب. أو أشهد له على باطل كما شهد؟! قال له زياد: وهذا أيضاً مع ذنبك علي بالعصا، فأُتي بها وقال: ما قولك في علي؟ قال: أحسن قول أنا قائله في عبد من عباد الله المؤمنين. قال: اضربوا عاتقه بالعصا حتى يلصق بالأرض، فضربوه حتى لصق بالأرض ثم قال: أقلعوا عنه. إيه، ما قولك في علي؟ قال: والله لو شرحتني بالمواسي والمُدى ما قلت في علي إلا ما سمعتَ مني. قال: أتلعنَنَّه أو لأضربن عنقك؟ قال: إذن تضربها والله قبل ذلك، فإن أبيت إلا أن تضربها رضيت بالله، وشقيت أنت. قال: ادفعوا في رقبته. ثم قال: أوقِروه حديداً وألقُوه في السجن.
قتل صيفي في سنة إحدى وخمسين مع حجر بن عدي، ومحرز بن شهاب، وقبيصة بن حرملة، وقيل: في سنة ثلاث وخمسين.