للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سيوفنا صوارم، وأن خيولنا ضوامر، وأنّ كُماتنا مساعر، ثم قعد، وقام حَيْوة بن شريح الكَلاعي فقال: يا معاوية، أنصفنا من نفسك وآس بيننا وبين قومك. وإلا تغلغلت بنا وبهم الصفاح، أو لننْطَحنَّهم بها أشد النطاح ولنُوردَنّهم بها حوض المنيّة المتاح، فقايضنا بفعلنا حذو النعل بالنعل، وإلا والله أقمنا دَرْأك بعدلنا، ولقينا صَغوك بعزمنا حتى ندعك أطوع من الرداء، وأذل من الحذاء. ثم دنا كريب بن أبرهة بن شرحيبل بن أبرهة بن الصباح - أو ابن السامي فقال: يا هذا، أنصفنا من نفسك لنكون وزراً على عدوك، ونكون لك على الحق أعواناً، وفي الله إخواناً، وإلا والله أقمنا مَيْلك، وردعنا سفَهك، وخالفنا فيك هواك، فتُلفى فريداً وحيداً، ثم تصبح هيناً مذموماً مدحوراً، مغلوباً مقهوراً. ثم دنا يريم بن حبيب المرادي فقال: يا معاوية، والله إن سيوفنا لحِداد، وإن سواعدنا لشداد، وإن رجالنا لأنجاد، وإن خيولنا معدّة، وإنا لأهل بأس ونجدة، فاستملْ من هوانا من قبل أن نجمع عليك ملأنا، فندعك نكالاً لمن ولي هذا الأمر من بعدك. ثم دنا ناتل بن قيس بن حيا الجُذامي فقال: يا معاوية، قد ترعف " فِعْل " ابن الزبير بك، وقد خالفك في ابنك يزيد، ولقيك بالأمر الشديد، فطلبت منه السلامة، وأهديت له الكرامة، وذلك والله أنه أحسن ثورك، وبلغ منك عَوَرك، وقمع بالشغب طورك، وايم الله، لنحن أكثر منك نفراً وجمعاً، فاربع على ظَلْعاك من قبل أن نقرعك حتى يسمع بخوارك من لا ينفعك من أنصارك. ثم دنا فروة بن المنذر الغساني فقال: يا معاوية، اعرف لكهلنا حقّه، واحتمل من كريمنا قوله، فإن خطّره فينا عظيم، وعهده بالملك حديث. فأن أبيت إلا أن تعدو طورك، وتُجاوز قدرك مشينا إليك بأسيافنا، وضربناك بأيماننا حتى تُنيب إلى الحق، وتترك الباطل بكهرك. فراع معاوية ما كان منهم ثم قال: عزمت عليكم لما قعدتم.

<<  <  ج: ص:  >  >>