لطوله. وهو الذي ذكر الله قصته في القرآن العزيز، ومحاربته لجالوت. وكان داود على نبينا وعليه الصلاة والسلام زوجَ ابنته.
وعن قتادة في قوله تبارك وتعالى:" إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيْكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي ومَنْ لم يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي " قال: هو نهر بين الأردن وفلسطين " إِلا مَنْ أغَتَرفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ " قال: كان الكفار يشربون فلا يروون. وكان المسلمين يغترفون غرفة فتجزيهم ذلك.
وعن ابن عباس في قوله عزّ وجل: أَلَمْ تَرَ إِلى المَلأَ مِنْ بَنِيْ إِسرَائيْلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى إِذْ قالُوا لنَبِيٍّ لَهُمْ " يعني ألم تخبر يا محمد عن الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم: أشمويل " ابْعَثْ لَنا مَلِكاً نُقَاتِلْ في سَبِيْلِ اللهِ قالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِتَالُ أَلا تُقَاتِلُوا وَمَالَنا ألا نُقَاتِلَ في سَبيْلِ اللهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَنْبَائِنا " يعني أخرجتنا العمالقة. وكان رأس العمالقة يومئذ جالوت. فلما كتب الله عزّ وجلّ عليهم القتال تولُّوا إلا قليلاً منهم. فسأل نبيُّهم اللهَ عزّ وجلّ أن يبعث لهم ملكاً.
قال كعب: بعث الله لهم طالوت، ملكاً، راعي حمير. وكان فقيراً ليس له مال. وخرج من قريته يطلب حمارين له أضلهما. فلما أدركه الليل، ولم يجدهما، وتمادى به الطلب، فدخل مدينة بني إسرائيل، واضطره الجوع، فأوى إلى اشمويل، وكان مأوى المساكين، فأوحى الله تعالى لى أشمويل أني قد بعثت إليك هذا الذي ينشُد الحمار ملكاً على بني إسرائيل، فإذا أصبحت فقس طوله بقصبة، ثم ادفعها إلى بني إسرائيل فقل لهم: إن الله قد بعث لكما ملكاً طوله هذه القصبة، فاطلبوه حيثما كان من أسباط بني إسرائيل، فهو