للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وساجداً حتى الصبح، وكان يقول في جوف الليل: اللهم، إن النار منع النوم مني فاغفر لي.

قال عامر بن عبد قيس:

وجدت أمر الدنيا يصير إلى أربع: إلى المال، والنساء، ولا حاجة لي بالمال ولا النساء، والنوم والأكل، وايم الله لئن استطعت لأضرنّ بهما.

وفي رواية: وجدت الدنيا أربع خصال: النساء، واللباس والطعام والنوم. فأما النساء فوالله ما أبالي امرأة رأيت أو جداراً، وأما اللباس فو الله ما أبالي ما واريت به عورتي، وأما الطعام والنوم فقد غلباني إلا أن أصبت منهما، والله لأضرَنّ بهما ما استطعت.

قال الحسن: ففعل والله.

قال الحسن: كتب معاوية إلى عبد الله بن عامر: انظر عامر بن قيس فأحسن إذنه، ومُره أن يخطب إلى ما شاء، وأَمهِر عنه من بيت المال. قال: فأرسل إليه: إن أمير المؤمنين كتب إليّ أن أحسن إذنك، قال: ما اصنع بالإذن؟ فأنتم أحوج إلى ذلك مني، وأمرني أن تخطب إلى من شئت وأُمهِرك من بيت المال، قال: أنا في الخطبة دائب. قال: إلى مَن؟ قال: إلى من يقبل مني التمرة والفَلقْة، ثم أقبل على جلسائه فقال: إني سائلكم، فأخبروني، قالوا: سل، قال: هل منكم أحد إلا لمالِه من قلبه شُعبة؟ قالوا: اللهم، نعم، قال: هل منكم أحد إلا لولده من قلبه شعبة؟ قالوا: اللهم، نعم قال: هل منكم أحد إلا لأهله من قلبه شعبة؟ قالوا: اللهم، نعم. قال: والذي نفسي بيده لأن تختلف الخناجر في جوارحي أَحبّ إليّ من أن أكون هكذا. أما والله لئن استطعت أن أجعل الهمّ هماً واحداً لأفعلنّ.

قال الحسن: ففعل، ورب الكعبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>