وحدث عامر أيضاً قال: قدمت على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهدية فقال: إنا لا نقبل هدية مشرك.
قال أوس بن حجر التميمي لطفيل بن مالك وفرّ عن أخيه عامر بن مالك بن جعفر:" الطويل "
فررتَ وأسلمتَ ابن أمِّك مالكاً ... يلاعبُ الوشيجِ المزعزَعِ
فسُمّي عامر ملاعب الأسنة. فهو أول يوم سُمِّي فيه. وقيل: إنما سُمّي ملاعب الأسنة لقول أوس بن حجر فيه: " الطويل "
يلاعبُ أطرافَ الأسنةِ عامرٌ ... فراجَ له خطُّ الكتائبُ أجمعُ
حدث جماعة من أهل العلم قالوا: قدم عامر بن مالك أبو البراء، ملاعب الأسنة على سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأهدى لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرسين وراحلتين، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا أقبل هدية مشرك، فعرض عليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلاسلام، فلم يسلم، ولم يَبعُد، وقال: يا محمد، إني أرى أمرك هذا حسناً شريفاً، وقومي خلفي، فلو أنك بعثت نفراً من أصحابك معي لرجوت أن يجيبوا دعوتك، ويتبعوا أمرك، فإن هم اتبعوك فما أعزّ أمرك، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إني أخاف عليهم أهل نجد، فقال عامر: لا تخف عليهم، أنا لهم جار إن يعرِض لهم أحد من أهل نجد. وكان من الأنصار سبعون رجلاً شبَبَة، يُسمَّون القراء، كانوا إذا أمسَوا أتَوا ناحية من المدينة فتدارسوا وصلوا، حتى إذ كان وجاهُ الصبح استغذبوا من الماء، وحطبوا من الحطب، فجاؤوا به إلى حجر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكان أهلوهم يظنون أنهم في المسجد، وكان أهل المسجد يظنون أنهم في أهليهم. فبعثهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فخرجوا، فأصيبوا في بئر معونة، فدعا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على قتلتهم خمس عشرة ليلة.
وقيل: كانوا سبعين، وقيل: كانوا أربعين، وقيل: الثبت أنهم أربعون.