في حديث آخر قال: ثم قال: الله أكبر فسجد فانتصب على كفيه وركبتيه وصدور قدميه وهو ساجد، ثم كبر فجلس وتورك إحدى يعني رجليه، ونصب قدمه الأخرى، ثم كبر فسجد، ثم كبر فقام ولم يتورك، ثم عاد فركع الركعة الأخرى، يكبر كذلك، ثم جلس بعد الركعتين حتى إذا هو أراد أن ينهض للقيام فكبر، ثم ركع الركعتين الأخريين. فلما سلّم سلّم عن يمينه، سلام عليكم ورحمة الله، وسلّم عن شماله أيضاً سلام عليكم ورحمة الله.
وزاد في رواية أخرى: في كل موضع حتى يرجع كل عضو في موضعه، يعني في الاعتدال والجلوس من السجود.
استؤمن لعباس بن سهل بن سعد الساعدي، فأبى مسلم أن يُؤمِنه فأتوْه به، ودعا بالغداء فقال له عباس صلى الله الامين والله لكأنها جفنة ابيك كان يخرج عليه مِطْرف خزّ حتى بِفنائه، ثم توضع جفنته بين يدي من حضر، قال - وقد رأيته قال أشد ما قال - صدقت كان كذلك كان كذلك، أنت آمن، فقيل للعباس: كان أبوه كما قلت؟ قال: لا والله، ولقد رأيته في عباءة يجرها على الشوك ما نخاف على ركابنا ومتاعنا أن يسرقه غيره.
قال قدامة بن إبراهيم: رأيت الحجاج يضرب عباس بن سهل في أمر ابن الزبير، فأتاه سهل بن سعد وهو شيخ كبير، له ضفيرتان وعليه ثوبان إزار ورداء فوقف بين السماطين فقال: يا حجاج، ألا تحفظ فينا وصية رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: وما وصى به رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيكم؟ قال: وصّى أن يُحسن إلى مُحسن الأنصار ويعفى عن مسيئهم، قال: فأرسله.