للذي في الدم - فقلت: سبحان الله ما هذا؟ فقال: امض أمامك فمضيت ساعة فإذا أنا بروضة قد ملئت أطفالاً ووسطهم رجل يكاد يرى رأسه طولاً في السماء. قلت: سبحان الله ما هذا؟ فقال: امض أمامك فمضيت ساعة فإذا أنا بشجرة لو اجتمع تحتها الخلق لأظلتهم، وتحتها رجلان: واحد يجمع حطباً والآخر يوقد. قلت: سبحان الله ما هذا؟ فقال: ارقب ساعة فإذا أنا بمدينة من ذهب وفضة وإذا أهلها شق منهم سود وشق منهم بيض فقلت: سبحان الله ما هذا؟ قال: امض أمامك، هل تدري أين مآبك؟ قال: قلت: مآبي عند الله عز وجل. قال: صدقت. قال: انظر إلى السماء فإذا أنا برابية - أو كلمة تشبهها - قال: ذاك مآبك قال: قلت: ألا تخبرني عما رأيت؟ قال: لا تفارقني وسلني عما بدا لك، وإذا أنا بمدينة أوسع منها ووسطها نهر ماؤه أشد بياضاً من اللبن، فيه رجال مشمرون يشدون إلى المدينة الأخرى فيصبغونهم في ذلك النهر - أو كلمة تشبهها - فيخرجون بيضاً نقاء. قال: قلت: أخبرني عن هذه المدينة الأخرى قال: تلك الدنيا، فيها ناس خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً، تابوا فتاب الله عليهم قال: قلت: فالرجلين اللذين كانا يوقدان النار تحت الشجرة؟ قال: ذيناك ملكي جهنم يحمون جهنم لأعداء الله عز وجل يوم القيامة. قال: قلت: فالذي يسبح في الدم؟ قال: ذلك صاحب الربا، ذاك طعامه في القبر إلى يوم القيامة. قال: قلت: فالذي يشدخ رأسه؟ قال: ذلك رجل تعلم القرآن فنام عنه حتى نسيه لا يقرأ منه شيئاً. كلما رقد دقوا رأسه في القبر إلى يوم القيامة، لا يدعونه ينام. وسألته عن الذي يشق شدقه قال: ذاك رجل كذاب.
وحدث عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي بسنده عن ابن عمر قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام ".
توفي عبد الله المصري سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مئة.