من عند واثلة بن الأسقع. فقال: من تريدون؟ قلنا: أبا أبي الأنصاري فقال: عليكم الرجل، عليكم الرجل. قال: فدخلنا على أبي أبيّ فقال أبو أبي: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " السنا والسنوت فيهما دواء من كل داء ".
قال أبو حذيفة: بلغني أن اسم أبي أبيّ: عبد الله بن أم حرام امرأة عبادة الصامت. فقيل لابن أبي عبلة: وما السنوت؟ قال: أما سمعت قول زهير:
هم السمن بالسنوت لا ألس فيهم ... وهم يمنعون الجار أن يتقردا
قال: لا ألس: لا كذب.
وقيل السنوت: هو العسل، وقيل: الكمون البري.
وكان أبو أبي يسكن بيت المقدس.
وفي حديث آخر قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عليكم بالسنا والسنوت فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام. قالوا يا رسول الله وما السام؟ قال الموت ".
قال أبو الدرداء: قلت لعمر بن بكر: ما السنوت؟ قال: في غريب كلام العرب: رب عكة السمن تعصر فتخرج خطوطاً سوداً مع السمن وأنشد البيت: هم السمن بالسنوت؟.
ولا ألس فيهم: لا غش فيهم. قلنا: يتقرد؟ قال: لا يستذل جارهم.
وحدث إبراهيم عن أبي عبلة العقيلي: أنه لقي أبا أبي بن أم حرام الأنصاري فأخبره أنه صلى مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القبلتين، ورأى عليه كساء خز أغبر.