قال الزبير: إنما يقال الغرضة، ولكن عبد الله بن وهب لا علم له بكلام العرب، ينسخ نسخة واحدة، فإن ركب بها برحل فهي غرضة، وإن ركب بها بحمل فهي بطان، وإن ركب بها فرساً فهي حزام، وإن ركبت بها امرأة فهي وضين.
وعن أنس: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لأصحابه:
سلوني، فقام رجل فقال: يا رسول الله، من أبي؟ قال: أبوك حذافة - للذي كان ينسب إليه - فقالت له أمه: لقد قمت بأبيك مقاماً عظيماً قال: أردت أن أبرئ صدري مما كان يقال، وقد كان يقال فيه.
وروي عن جماعة دخل حديث بعضهم في حديث بعض قالوا: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما رجع من الحديبية في ذي الحجة سنة أرسل إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام، وكتب إليهم كتباً، فخرج ستة نفر منهم في يوم واحد، وذلك في المحرم سنة سبع، وأصبح كل رجل منهم يتكلم بلسان القوم الذي بعثه إليهم، وبعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبد الله بن حذافة السهمي، وهو أحد الستة إلى كسرى يدعوه إلى الإسلام وكتب إليه كتاباً. قال عبد الله: فدفعت إليه كتاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقرئ عليه ثم أخذه فمزقه، فلما بلغ ذلك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: مزق ملكه. وكتب كسرى إلى باذان عامله على اليمن أن أبعث من عندك رجلين جلدين إلى هذا الرجل الذي بالحجاز فليأتياني بخبره، فبعث باذان قهرمانه ورجلاً آخر، وكتب معهما كتاباً. فقدما المدينة فدفعا كتاب باذان إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتبسم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودعاهما إلى الإسلام وفرائصهما ترعد، وقال: ارجعا عني يومكما هذا حتى تأتياني الغد، فأخبركما بما أريد، فجاءاه الغد فقال لهما: أبلغا صاحبكما أن ربي قد قتل ربه كسرى في هذه الليلة لسبع ساعات مضت منها، وهي ليلة الثلاثاء لعشر مضين من جمادى الأولى سنة سبع، وأن الله سلط عليه ابنه شيرويه فقتله، فرجعا إلى باذان بذلك، فأسلم هو والأبناء الذين باليمن.
وعن أبي رافع قال: وجه عمر بن الخطاب جيشاً إلى الروم وفيهم رجل يقال له عبد الله بن حذافة، من