توفي سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعبد الله بن حنظلة ابن سبع سنين. وقتل يوم الحرة سنة ثلاث وستين.
وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رأيت حنظلة تغسله الملائكة بين السماء والأرض.
وولت الأنصار أمرها يوم الحرة عبد الله.
ولما فرض عمر بن الخطاب للناس فرض لعبد الله بن حنظلة ألفي درهم، فأتاه طلحة بابن أخ له، ففرض له دون ذلك فقال: يا أمير المؤمنين، فضلت هذا الأنصاري على ابن أخي فقال: نعم، لأني رأيت أباه يستتر يوم أحد بسيفه كما يستتر الجمل.
قال عبد الرحمن بن الحارث بن هشام: سمعت عبد الله بن حنظلة يوماً وهو على فراشه، وعدته من علة، فتلا رجل من هذه الآية " لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش " فبكى حتى ظننت أن نفسه ستخرج، ثم قال: صاروا بين أطباق النار، ثم قام على رجليه فقال له قائل: يا أبا عبد الرحمن، اقعد، فقال: منع مني ذكر جهنم القعود، ولا أدري لعلي أحدهم.
ولم يكن لعبد الله بن حنظلة فراش ينام عليه، إنما كان يلقي نفسه هكذا، إذا أعيا من الصلاة توسد رداءه وذراعه، ثم هجع شيئاً.
روي أن عبد الله بن حنظلة، ابن الغسيل لقيه الشيطان وهو خارج من المسجد فقال: تعرفني يا بن حنظلة؟ فقال: نعم. قال: من أنا؟ قال: أنت الشيطان. قال: فكيف علمت ذلك؟ قال: خرجت وأنا أذكر الله، فلما رأيتك بلدت، أنظر إليك فشغلني النظر إليك عن ذكر الله، فعلمت أنك الشيطان، قال: نعم يا بن حنظلة، فاحفظ عني شيئاً أعلمكه، قال: لا حاجة لي به، قال: تنظر فإن كان خيراً قبلت وإن كان شراً رددت: يا بن حنظلة، لا تسأل أحداً غير الله سؤال رغبة، وانظر كيف تكون إذا غضبت.
كان عبد الله بن حنظلة ممن وفد إلى يزيد بن معاوية، ومعه ثمانية بنين له، فأعطاه مئة ألف، وأعطى بنيه كل واحد منهم عشرة آلاف سوى كسوتهم وحملانهم،