له: أنكتبك يا بن حوالة؟ قال: فيم يا رسول الله؟ فأعرض عنه، فأكب على كاتبه يملي عليه، فنظرت فإذا في الكتاب عمر، فعرفت أن عمر لا يكتب إلا في خير. ثم قال: أنكتبك يا بن حوالة؟ قلت: نعم يا رسول الله، فقال: يا بن حوالة، كيف تصنع في فتن تخرج في أطراف الأرض كأنها صياصي البقر؟ فقلت: لا أدري ما خار الله لي ورسوله، قال: فكيف تفعل في أخرى تخرج بعدها كأن الأولى فيها انتفاجة أرنب. فقال: اتبعوا هذا، ورجل مقف حينئذ، فانطلقت، فسعيت فأخذت بمنكبه فأقبلت بوجهه إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت: هذا؟ قال: نعم، فإذا هو عثمان بن عفان.
وروى عبد الله بن حوالة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: تهجمون على رجل يبايع الناس معتجراً ببرد يبايع الناس، من أهل الجنة. قال: فإذا هو عثمان بن عفان، رضي الله عنه.
وعن زغب بن فلان الأزدي قال: نزل علينا عبد الله بن حوالة الأزدي فقلت له: بلغني أنه فرض لك في مئتي كل عام فلم تقبل! قال: فقال: بعثنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حول المدينة لنغم، فرجعنا ولم نغنم شيئاً وعرف فينا الجهد، فقال: اللهم، لا تكلهم إليّ فأضعف عنهم، ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها، ولا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم.
وفي رواية أخرى بمعناه قال: والصحيح فيه ابن زغب ثم قال: ليفتحن لكم الشام والروم وفارس، أو الروم وفارس، حتى يكون لأحدكم من الإبل كذا وكذا، ومن النعم كذا وكذا، ومن البقر كذا وكذا، ومن الغنم، حتى يعطى أحدهم مئة دينار فيتسخطها، ثم وضع يده على رأسي - أو على هامتي - فقال: يا بن حوالة، إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة فقد دنت الزلازل والبلايا والأمور العظام، والساعة يومئذ أقرب إلى الناس من يدي هذه من رأسك.