قال أبو حنيفة: قدمت المدينة، فأتيت أبا الزناد، ورأيت ربيعة فإذا الناس على ربيعة، وأبو الزناد أفقه الرجلين، فقلت له: أنت أفقه أهل بلدك والعمل على ربيعة، فقال: ويحك، كف من حظ خير من جراب من علم.
قال الليث: رأيت أبا الزناد وخلفه ثلاث مئة تابع، من طالب فقه وعلم وشعر، وصنوف، ثم لم يلبث أب بقي وحده، وأقبلوا على ربيعة. وكان ربيعة يقول: شبر من حظوة خير من باع من علم.
قال عبد ربه بن سعيد: رأيت أبا الزناد دخل مسجد سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه من الأتباع مثلي ما على السلطان بين سائل عن حديث، وبين سائل عن قراءة، وبين سائل عن فريضة، وبين سائل عن حساب، وبين سائل عن عربية، وبين سائل عن شعر.
قال يحيى بن معين: قال مالك بن أنس: أبو الزناد، كان كاتب هؤلاء القوم، يعني: بني أمية، وكان لا يرضاه.
قال عبد الرحمن بن القاسم: سألت مالك بن أنس عمن يحدث بالحديث الذي قالوا: إن شاء الله تبارك وتعالى خلق آدم على صورته، فأنكر ذلك مالك إنكاراً شديداً، ونهى أن يتحدث به أحد، فقيل له: فإن ناساً من أهل العلم يتحدثون به، فقال: من هم؟ فقيل له: محمد بن عجلان عن أبي الزناد، فقال: لم يكن يعرف ابن عجلان هذه الأشياء، ولم يكن عالماً. وذكر أبا الزناد فقال: إنه لم يزل عاملاً لهؤلاء حتى مات. وكان صاحب عمال يتبعهم.