للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأدخلني بعض بيوته، فدخلوا عليه فكلموه وساءلوه ثم قال لهم: أي رجل الحصين بن سلام فيكم؟ قالوا: سيدنا، وابن سيدنا، وخيرنا وعالمنا. فلما فرغوا من قولهم خرجت عليهم، فقلت لهم: يا معشر يهود، اتقوا الله، واقبلوا ما جاءكم به، فوالله إنكم لتعلمون إنه لرسول الله، تجدونه مكتوباً عندكم في التوراة، اسمه وصفته، فإني أشهد أنه رسول الله، وأومن به وأصدقه وأعرفه. قالوا: كذبت، ثم وقعوا في، فقلت: يا رسول الله، ألم أخبرك أنهم قوم بهت وأهل كذب وغدر وفجور؟ قال: فأظهرت إسلامي وإسلام أهل بيتي، وأسلمت عمتي خالدة بنت الحارث فحسن إسلامها.

وحدث عوف بن مالك قال: انطلق رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوماً وأنا معه حتى دخلنا كنيسة بالمدينة يوم عيدهم، فكرهوا دخولنا عليهم. فقال لهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا معشر اليهود، أروني اثني عشر رجلاً منكم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله يحط الله عن كل يهودي تحت أديم السماء الغضب الذي غضبه عليه، فاسكتوا، ما أجابه منهم أحد، ثم رد عليهم فلم يجبه أحد ثم تلبث فلم يجبه أحد فقال: أبيتم، فوالله إني لأنا الحاشر والعاقب وأنا المقفي، النبي المصطفى، لآمنتم أو كذبتم. ثم انصرف وأنا معه حتى أردنا أن نخرج، فإذا رجل من خلفنا، فقال: كما أنت يا محمد، فقال ذاك الرجل: أي رجل تعلموني فيكم يا معشر اليهود قالوا: والله ما نعلم فينا رجلاً أعلم بكتاب الله، ولا أفقه منك ولا من أبيك من قبلك ولا من جدك قبل أبيك. قال: فإني أشهد الله أنه نبي الله الذي تجدون في التوراة. قالوا له: كذبت، ثم ردوا عليه وقالوا فيه شراً. قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كذبتم لن نقبل قولكم، أما آنفاً فتثنون عليه من الخير ما أثنيتم، وأما إذ آمن كذبتموه، قلتم فيه ما قلتم، فلن نقبل قولكم. قال: فخرجنا ونحن ثلاثة: رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا وابن سلام فأنزل الله عز وجل فيه: " قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ".

وعن الضحاك في تفسير هذه الآية قال: قال عبد الله بن سلام:

يا رسول الله، إن اليهود أعظم قومٍ عضيهة فسلهم عني وخذ عليهم ميثاقاً إني إن

<<  <  ج: ص:  >  >>