للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمية وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فقال عمرو: احمدوا الله يا معشر قريش إذ جعل ولي أمركم من يغض على القذى، ويتصام عن العوراء، ويجر ذيله على الخدائع. فقال عبد الله بن صفوان: لو لم يكن كذلك لمشينا إليه الضراء ودببنا إليه الخمر، وقلبنا له ظهر المجن، ورجونا أن يقوم بأمرنا من لا يطعمك مال مضر. فقال معاوية: حتى متى لا تنصفوا من أنفسكم؟! فقال عبد الرحمن بن الحارث: إن عمراً وذويه أفسدوك علينا، فأفسدونا عليك، ما كان عليك لو أغضيت على هذه، فقال: إن عمراً ناصح لي. قال عبد الرحمن: فأطعمنا مثل ما أطعمته ثم خذنا بمثل نصيحته، إنا رأيناك يا معاوية تضرب عوام قريش بأياديك في خواصها، كأنك ترى أن كرامها حازوك عن لئامها، وايم الله لتفرغن من إنائهم في إناء ضخم، وكأنك بالحرب قد حل عقالها عليك، ثم لا ينظر لك. فقال له معاوية: يا بن أخي، ما أحوج أهلك إليك. معناه؛ إنني لا أقتلك ثم أنشأ يقول:

غر رجالاً من قريش تتايعوا ... على سفهٍ مني الحيا والتكرم

قدم على معاوية وفد من قريش فيهم عبد الله بن جعفر وابن الزبير وعبد الله بن صفوان بن أمية فوصلهم، وفضل عبد الله بن جعفر، فقال عبد الله بن صفوان: يا أمير المؤمنين، إنما صغرت أمورنا عندك، وحقت حقوقنا عليك إذ لم نقاتلك كما قاتلك غيرنا، ولو كنا فعلنا ذلك كنا كابن جعفر، فقال معاوية: إني أعطيكم بين رجلين: إما معدم أعطيته يخزن، أو مضمر لها مع بخل به، وإن ابن جعفر ارتجىيعطي مما يأخذ، ثم لا يأتينا حتى يدان بأكثر مما أخذ. فخرج ابن صفوان وهو يقول: إن معاوية: إن معاوية ليحرمنا حتى نيأس، ويعطينا حتى نطمع.

قال أبو عبد الله الأزدي: وفد المهلب بن أبي صفرة على عبد الله بن الزبير، فأطال الخلوة معه، فجاء ابن

<<  <  ج: ص:  >  >>