للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالشام، فوا لله لقرية من قرى الأرض المقدسة يفتحها الله علينا أحب إلي من رستاق من رساتيق العراق.

وعن قيس بن سكن قال: سمعت علياً ونحن بمسكن يقول: يا معشر المسلمين المهاجرين " ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين " قال: فتلكؤوا. قال: فلما رأى ذلك، قال: أف لكم، إنها سنة جرت عليكم.

وعن أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي المفسر قال: قوله " يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة ". قال قتادة: هي الشام كلها. وقال عكرمة والسدي: هي أريحا. وقال الكلبي: دمشق وفلسطين. ومعنى المقدسة: المطهرة، وتلك الأرض طهرت من الشرك، وجعلت مسكناً وقراراً للأنبياء.

وعن ثور بن يزيد قال: قدس الأرض الشام، وقدس الشام فلسطين، وقدس فلسطين بيت المقدس، وقدس بيت المقدس الجبل، وقدس الجبل المسجد، وقدس المسجد القبة.

وعن وهب أنه كان يقول: إن الله كتب للشام: إني قدستك وباركتك، جعلت فيك مقامي وأنت صفوتي من بلادي، وأنا سائق إليك صفوتي من عبادي، فاتسعي لهم برزقك ومساكنك كما يتسع الرحم إن وضع فيه اثنان وسعة، وإن ثلاثة مثل ذلك، وعيني عليك بالظل والمطر، من أول السنين إلى آخر الدهر، فلن أنساك حتى أنسى يميني، وحتى تنسي ذات الرحم ما في رحمها.

وعن الوليد بن صالح قال: في الكتاب الأول: إن الله عز وجل يقول: يا شام، أنت الأندر، ومنك المنشر، وإليك المحشر. فيك ناري ونوري، ومن دخلك رغبة فيك فبرحمتي، ومن خرج رغبة عنك فبسخطي، تتسع لأهلها كما تتسع الرحم للولد.

<<  <  ج: ص:  >  >>