للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الجونة، ثم قفل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من تبوك ولك يجاوزها فأنزل الله تبارك تعالى: " لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار " الآية " وعلى الثلاثة الذين خلفوا "، وكانوا قد تخلفوا عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في تلك الغزوة في بضعة وثمانين رجلاً. فلما رجع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صدقه أولئك الثلاثة، واعترفوا بذنبهم، وكذب سائرهم، فحلفوا للرسول ما حبسهم إلا عذر، فقيل منهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووكلهم في سرائرهم إلى الله عز وجل.

ولم يغز رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزوة بعد حتى توفاه الله عز وجل. فكانت وفاته في شهر ربيع الأول سنة عشر.

ولم يغز رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزوة قط يجلس فيها تحت لواء أو شُهر فيها سيوف إلا ذكر في القرآن. ثم حج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حجة الوداع، وتمتع فيها بعمرة، وساق الهدي معه، فلما قضى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حجة الوداع قفل إلى المدينة فلبث شهرين وبعض شهر. ثم اشتكى شكواه الذي توفاه الله عز وجل فيه. وروى الحافظ عن جماعة من المشايخ قالوا: قدم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة يوم الاثنين لثنتي عشرة مضت من ربيع الأول، ويقال لليلتين خلتا من ربيع الأول والثبت عشرة مضت من ربيع الأول فكان أول لواء عقده رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لحمزة بن عبد المطلب في شهر رمضان على رأس تسعة أشهر من مهاجر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعترض لعير قريش. ثم لواء عبيدة بن الحارث في شوال على ثمانية أشهر إلى رابغ، وهي على عشرة أميال من الجحفة، وأنت تريد قديداً، وكانت في شوال على رأس تسعة أشهر. ثم سرية سعد بن أبي وقاص إلى الخرّار على رأس تسعة أشهر في ذي القعدة. ثم غزا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في صفر على رأس أحد عشر شهراً حتى بلغ الأبواء، ثم رجع ولم يلق كيداً. وغاب خمس عشرة ليلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>