يغضب مثله ثم قال: مه مه يا أمة محمد، لا تهيجوا على انفسكم وهج النار، ثم قال أبهذا أمرتم؟! أوليس عن هذا نهيتم؟ أوليس إنما هلك من كان قبلكم بهذا؟ ثم قال: ذرواالمراء، لعله خيرة فإن نفعه قليل، ويهيج العداوة بين الإخوان، ذروا المراء، فإن المراء لا تؤمن فتنته، ولا تغفل حكمته، ذروا المراء، فإنه يورث الشك، ويحبط العمل، ذروا المراء، فكفاك إثماً أن لا تزال مما رياً، ذروا المراء، فإن المؤمن لا يماري، فانا زعيم بثلاثة أبيات في الجنة لمن ترك المراء وهو صادق، ذروا المراء، فإن المماري لا أشفع له يوم القيامة، ذروا المراء، فإن أول ما نهاني عنه ربي عز وجل بعد عبادة الأوثان المراء وشرب الخمر، ذروا المراء، فإن الشيطان قد يئس أن تعبدوه، ولكن قد رضي منكم بالتحريش، وهو المراء في دين الله عز وجل، ثم قال: إن بني إسرائيل افترقوا على ثنتين وسبعين فرقة، وإن أمتي تفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها ضال إلا السواد الأعظم، قالوا: يا رسول الله، وما السواد الأعظم؟ قال: من لا يماري في دين الله، ومن كان على ما أنا عليه اليوم. قال ابن عباس في قول الله عز وجل:" وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره ": هم أصحاب المراء والخصومات في دين الله، وقول الله عز وجل:" إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء ": هم أصحاب المراء والخصومات في دين الله، وقول الله عز وجل:" فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ": هم أصحاب الأمراء والخصومات في دين الله عز وجل وقوله: " ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات ": هم أصحاب المراء والخصومات في دين الله، وقول الله:" فتقطعوا أمرهم بينهم زبراً كل حزبٍ بما لديهم فرحون ": هم أصحاب المراء والخصومات في دين الله عز وجل. وقوله عز وجل:" إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها ": هم أصحاب المراء والخصومات في دين الله، وقول الله عز وجل: "