وبعمل أهل الجنة يعملون، وخلقت هؤلاء للنار، وبعمل أهل النار يعملون. قال رجل: يا رسول الله، ففيم العمل؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن الله إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على أعمال أهل الجنة، ويدخله به الجنة، وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار، حتى يموت على أعمال أهل النار، فيدخله الله به النار.
وحدث عبد الحميد عن مقسم عن ابن عباس عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفي الرجل يأتي امرأته وهي حائض قال: يتصدق بدينار أو نصف دينار. قال عبد الله: هذه سنة تفرد بها أهل المدينة، وهذا عبد الحميد من ولد عمر بن الخطاب ثقة مأمون.
وعبد الحميد بن عبد الرحمن ولي الكوفة لعمر بن عبد العزيز، وهو الأعوج، وكان معه أبو الزناد عبد الله بن ذكوان كاتباً له.
قال ميمون بن مهران: دخلت على عمر بن عبد العزيز وهو متغيظ على عبد الحميد، وهو على الكوفة فقال عمر: بلغني أنه قال: لا اطلع على شاهد زور إلا قطعت لسانه. قال ميمون: قلت يا أمير المؤمنين، إنه ليس بفاعل، إنما أراد أن يؤدب أهل مصره، فقال عمر: انظروا إلى هذا الشيخ، إن خلتين خيرهما الكذب لخلتا سوء.
وأم عبد الحميد ميمونة بنت بشر بن معاوية بن ثور بن معاوية.
قال أبو يعقوب بن زيد: أجاز عمر بن عبد العزيز عبد الحميد بن عبد الرحمن، وكان عامله على العراق بعشرة آلاف درهم.
كتب عبد الحميد بن عبد الرحمن إلى عمر بن عبد العزيز: أما بعد، يا أمير المؤمنين، فإن الناس قد اصابوا من الخير قبلنا خيراً كثيراً، حتى لقد تخوفت أن ذلك سيطغيهم. فكتب إليه عمر بن عبد العزيز: أما بعد، فإن الله عز وجل لما أدخل أهل الجنة الجنة، وأسكنهم داره وأحلهم جواره، رضي منهم بأن قالوا: الحمد الله رب العالمين. فآمر من قبلك أن يحمدوا الله على ما رزقهم.