للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما مروان فإني ما كنت أحسبه يبلغ هذا منك مع رأيك فيه ومودتك له، ولكنه أراد أن يضع الوليد عندي، ولم يصب، وقد صير نفسه في حد كنا ننزهه عنه. صار شرطياً، ثم قال لكاتبه: اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله معاوية أمير المؤمنين إلى الوليد بن عتبة. أما بعد، فالعجب لضربك ابن سيحان فيما تشرب منه، ما زدت على أن عرفت أهل المدينة ما كنت تشربه مما حرم عليك، فإذا جاءك كتابي هذا فأبطل الحد عن ابن سيحان، وطف به في حلق المسجد، وأخبرهم أن صاحب شرطتك تعدى عليه وظلمه، وأن أمير المؤمنين قد ابطل ذلك عنه، أليس ابن سيحان الذي يقول: الطويل

وإني امرؤ أنمى إلى أفضل الربى ... عديداً إذا ارفضت عصا المتحلف

إلى نضدٍ من عبد شمس كأنهم ... هضاب أجاً أركانها لم تقصف

ميامين يرضون الكفاية إن كفوا ... ويكفون ما ولوا بغير تكلف

غطارفة ساسو البلاد فأحسنوا ... سياستها حتى أقرت لمردف

وكتب له بأن يعطى أربع مئة شاة، وثلاثين لقحة مما توطن السيالة، وأعطاه هو خمس مئة دينار، وأعطاه يزيد مئتي دينار ثم قدم بكتاب معاوية إلى الوليد، فطاف به في المسجد، وأبطل ذلك الحد عنه، وأعطاه ما كتب له به معاوية. وكتب معاوية إلى مروان يلومه فيما فعله بابن سيحان، وما أراده بذلك، ودعا الوليد عبد الرحمن بن سيحان أن يعود للشرب معه فقال: والله لا ذقت معك شراباً أبداً.

<<  <  ج: ص:  >  >>