لما قدم معاوية المدينة لقيه أبو قتادة الأنصاري فقال معاوية: تلقاني الناس كلهم غيركم يا معشر الأنصار، فما يمنعكم أن تلقوني؟! قال: لم يكن لنا دواب، قال معاوية: فأين النواضح؟ فقال أبو قتادة: عقرناها في طلبك وطلب أبيك يوم بدر، قال: ثم قال أبو قتادة: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لنا: إنكم سترون أثرة بعدي، قال معاوية: فما أمركم؟ قال: أمرنا أن نصبر حتى نلقاه، قال: فاصبروا حتى تلقوه، فقال عبد الرحمن بن حسان حين بلغه ذلك: الوافر
ألا أبلغ معاوية بن حربٍ ... أمير المؤمنين ثنا كلامي
فإنا صابرون ومنظروكم ... إلى يوم التغابن والخصام
قال يزيد بن معاوية لأبيه: ألا ترى إلى عبد الرحمن بن حسان يشبب بابنتك؟! فقال معاوية: وما قال؟ قال: يقول: الخفيف هي زهراء مثل لؤلؤة الغواص ميزت من جوهرٍ مكنون فقال معاوية: صدق، قال: فإنه يقول:
فإذا ما نسبتها لم تجدها ... في سناءٍ من المكارم دون
فقال معاوية: صدق، قال: فإنه يقول:
ثم خاصرتها إلى القبة الخضراء تمشي في مرمرٍ مسنون
فقال معاوية: كذب.
قوله: خاصرتها أي أخذت بيدها، يقال: خرج القوم متخاصرين: إذا كان بعضهم آخذاً بيد بعض.
شبب عبد الرحمن بن حسان برملة بنت معاوية فقال: الخفيف
رمل هل تذكرين يوم غزالٍ ... إذ قطعنا مسيرنا بالتمني