ألا أبلغ معاوية بن حرب ... فقد ضاقت بما تأتي اليدان
أتغضب أن يقال أبوك عف ... وترضى أن يقال أبوك زان؟
فأشهد أن رحمك من زيادٍ ... كرحم الفيل من ولد الأتان
وأشهد أنها حملت زياداً ... وصخر من سمية غير دان
فلما قرأ معاوية الكتاب رمى به، وغضب على عبد الرحمن غضباً شديداً، وقال: والله لا أرضى عنه حتى يرضى زياد، وغضب على مروان بن الحكم، ومنع سعيد بن العاص عطاءه، وقال: لا أرضى عنهم حتى يرضى زياد، فأتى عبد الرحمن بن الحكم العراق. فلما دخل على زياد أنشأ يقول:
ألا من مبلغ عني زياداً ... مغلغلة من الرجل الهجان
حلفت برب مكة والمطايا ... ورب العرش أحلف والقران
لأنت زيادة في آل حرب ... أحب إلي من وسطى بناني
من أبيات، فقال زياد: أراك شاعراً، فقبلها، وكتب إلى معاوية بالرضى، فرضي عنه.
قال معاوية بن أبي سفيان لعبد الرحمن بن الحكم: أراك تعجب بالشعر، فإن فعلت فإياك والتشبيب بالنساء، فإنه تعر به الشريفة، وترمي به العفيفة، وتقر على نفسك بالفضيحة، وإياك والهجاء، فإنك تحنق به كريماً، وتستثير به لئيماً، وإياك والمدح، فإنه كسب الوقاح، وطعمه السواد، ولكن افخر بمفاخر قومك، وقل من الأمثال ما تزين به نفسك وشعرك، وتودد به إلى غيرك - وقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وفي حديث قال - ويقال: الشعر أدنى مروءة السري وأفضل مروءة الدني.
لما أدخل ثقل الحسين بن علي عليه السلام على يزيد بن معاوية ووضع رأسه بين يديه بكى يزيد وقال: الطويل