للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليهم حتى تدعوهم، فما على الأرض من أهل بيت مدر ولا وبر إلا تأتوني بهم مسلمين أحب إلي من أن تأتوني بنسائهم وأولادهم، وتقتلوا رجالهم.

وعن عبد الرحمن بن عائذ قال: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يغير لحيته بماء السدر، وكان يأمرنا بالتغيير مخالفة للأعاجم.

وحدث عبد الرحمن بن عائذ عن عياض بن حمار المجاشعي أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال للناس يوماً: ألا أحدثكم ما حدثني الله في الكتاب؟ إن الله خلق آدم، وبنيه حنفاء، مسلمين وأعطاهم المال حلالاً لا حرام فيه، فمن شاء اقتنى، ومن شاء احترث، فجعلوا مما أعطاهم حلالا وحراماً. وعبدوا الطواغيت، فأمرني الله أن آتيهم فأبين لهم الذي جبلهم عليه، فقلت لربي أخاطبه: إني إن آتيهم به تثلغ قريش رأسي، كما تثلغ الحبرة، فقال: أمضه أمضه وأنفق، انفق عليك، وقاتل بما أطاعك من عصاك، وإن شاء جعل مع كل جيش بعثته عشرة أمثالهم من الملائكة، ونافخ في صدر عدوك الرعب، ومعطيك كتابي لا يمحوه الماء. أذكركه نائماً ويقظاناً، فانصروني وقريشاً هذه، فإنهم قد دموا وجهي، وسلبوني أهلي وأنا مناديهم، فإن أغلبهم يأتوا ما دعوتهم إليه، طائعين، أو كارهين، وإن يغلبوني فاعلموا أني لست على شيء، ولا أدعوكم إلى شيء. قال: وقد كان مكحول يضارع حديث عبد الرحمن بن عائذ عن عياض بن حمار.

وعائذ: بياء معجمة باثنتين تحتها وذال معجمة.

قال ثور بن يزيد: كان أهل حمص يأخذون كتب ابن عائذ، فما وجدوا فيها من أحكام عمدوا بها على باب المسجد قناعة بها ورضى بحديثها.

لما أتي الحجاج بعبد الرحمن بن عائذ أسيراً يوم الجماجم وكان به عارفاً فقال له

<<  <  ج: ص:  >  >>