للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنك في السور من قريشٍ ... يا بن المفى من الذباح

أرسلت تدعو إلى يقينٍ ... يرشد للحق والفلاح

هد كرور السنين ركبي ... عن بكير السير والرواح

فصرت حلساً لأرض بيتي ... وقص من قوتي جناحي

إذا نأى بالديار بعد ... فأنت حرزي ومستراحي

أشهد بالله رب موسى ... أنك أرسلت بالبطاح

فكن شفيعي إلى مليكٍ ... يدعو البرايا إلى الفلاح

قال عبد الرحمن: فحفظت الأبيات، وأسرعت في تقصي حوائجي، حتى إذا أحكمت منه ما أردت ودعته وانصرفت، فقدمت مكة، فلقيت أبا بكر رضوان الله عليه وكان خليطاً، فأخبرته الخبر مما سمعت من الحميري فقال: هذا محمد بن عبد الله قد بعثه الله رسولاً إلى خلقه، فائته، فأتيته. وهو في بيت خديجة رضي الله عنها، فاستأذنت عليه. فلما رآني ضحك وقال: أرى وجهاً خليقاً أردو له خيراً، ما وراءك يا أبا محمد؟ قلت: وماذاك يا محمد؟ قال: حملت إلي وديعة؟ أم أرسلك مرسل إلي برسالة؟ هاتها، فهاتها، أما إن أخا حمير من خواص المؤمنين. قال عبد الرحمن بن عوف: فأسلمت وشهدت أن لا إله إلا الله، وأنشدته شعره وأخبرته بقوله. قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رب مؤمن بي ولم يرني، ومصدق لي وما شهدني، أولئك إخواني حقاً. قال عبد الرحمن: وأنا الذي أقول في إسلامي: الطويل.

أجبت منادي الله لما سمعته ... ينادي إلى الدين الحنيف المكرم

فقلت له بالبعد لبيك داعياً ... إليك متابي بل إليك تميمي

أجوب الفيافي من أفاويق حميرٍعلى جلعم جلد القوائم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمقم

<<  <  ج: ص:  >  >>