الله، ما المسؤول عنهن بأعلم بهن من السائل:" إن الله عنده علم الساعة، وينزل الغيث، ويعلم ما في الأرحام، وما تدري نفس ماذا تكسب غداً، وما تدري نفس بأي أرض تموت "، وإن شئت أخبرتك بعلم ما قبلها: إذا ولدت الأمة ربتها، وتطاول أهل البناء، ورأيت الحفاة العالة على رقاب الناس، قال: ومن هم يا رسول الله؟ قال: عريب. ثم ولى الرجل، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أين السائل؟ قال: ما رأينا طريقه منفذاً، قال: ذاكم جبريل يعلمكم دينكم، وماجاءني قط إلا عرفته إلا اليوم.
وروى عبد الرحمن بن غنم، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: سلم علي ملك، ثم قال لي: لم أزل أستأذن ربي - عز وجل - في لقائك حتى كان أوان أذن لي، وإني بشرتك أنه ليس أحد أكرم على الله - عز وجل - منك.
وعن عبد الرحمن بن غنم قال: سئل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن العتل الزنيم، قال: هو الشديد الخلق، المصحح، الأكول الشروب، الواجد للطعام والشراب، الظلوم للناس، رحيب الجوف.
وعن عبد الرحمن بن غنم:
أنه كان في مسجد دمشق مع نفر من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فيهم: معاذ بن جبل، فقال عبد الرحمن: يا أيها الناس؛ إن أخوف عليكم الشرك الخفي، فقال معاذ: اللهم غفراً! أو ما سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول ودعنا: إن الشيطان قد يئس أن يعبد في جزيرتكم هذه، ولكن يطاع فيما تحتقرون - وفي رواية: تحقرون - من أعمالكم فقد رضي. فقال عبد الرحمن: أنشدك الله يا معاذ، أما سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: