روى مصعب بن بشر، عن أبيه قال: قام رجل إلى أبي مسلم، وهو يخطب، فقال له: ما هذا السواد الذي أرى عليك؟ قال: حدثني أبو الزبير، عن جابر بن عبد الله، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل مكة يوم الفتح وعليه عمامة سوداء، وهذه ثياب الهيبة، وثياب الدولة. يا غلام، اضرب عنقه.
وروى أبو مسلم عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من يرد هوان قريشٍ أهانه الله " - وفي رواية:" من أراد " قيل إن مولد أبي مسلم بأصبهان، برستاق فريذين، وهو الذي أقام دولة بني العباس، وقيل له: كيف أنت إذا حوسبت على إنفاقك المال في غير حقه؟ فقال: لولا ذنوبي في إقامة دولة بين العباس لطمعت في خفة المحاسبة على تبذير المال.
وكان فاتكاً شجاعاً، ذا رأي وعقل وتدبير وحزم.
قال الخطيب: كان اسم أبي مسلم صاحب الدعوة: إبراهيم بن عثمان بن يسار بن شيدوس بن جوردن، من ولد بزر جمهر، وكان يكنى أبا إسحاق، وولد بأصبهان، ونشأ بالكوفة. وكان أبوه أوصى إلى عيسى بن موسى السراج، فحمله إلى الكوفة، وهو ابن سبع سنين، فقال له إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس لما عزم على توجيهه إلى خراسان: غير اسمك: فإنه لايتم لنا الأمر إلا بتغييرك اسمك على ما وجدته في الكتب، فقال: قد سميت نفسي عبد الرحمن بن مسلم. وتكنى أبا مسلم. ومضى لشأنه وله