لكن نوائب نابتني وحادثة ... والدهر يطرق بالأحداث والنوب
وليس يعرف لي قدري ولاأدبي ... إلا امرؤ كان ذا قدرٍ وذا أدب
قال أبو الحسن سعيد بن يزيد الحمصي: دخلت على ديك الجن، وكنت أختلف إليه، أكتب عنه شعره، فرأيته وقد شابت لحيته وحاجباه، وشعر يديه، وكانت عيناه خضراوان، ولذلك سمي ديك الجن، وقد صبغ لحيته وحاجبيه بالزنجار خضراً، وعليه ثياب خضر، وكان حسن الغناء بالطنبور، وبين يديه صينية الشراب، وهو يغني نفسه: من المنسرح
أقصيتموني من بعد فرقتكم ... فخبروني علام إقصائي
عذبني الله بالصدود، ولا ... فرج عني هموم بلوائي
إن كنت أحببت حبكم أحدا ... أو كان ذاك الكلام من رائي
فلا تصدوا فليس ذا حسنا ... أن تشتموا بالصدود أعدائي
وقيل لأبي تمام: لو أنبهت ديك الجن مما هو فيه، ولك عشرة آلاف درهم. قال أبو تمام: فدخلت عليه وهو مطروح على حصير سكران، وغلام على رأسه يروحه، فلما رآني الغلام قال له: مولاي، أبو تمام! قال: ويلك! حبيب؟ قال: نعم. فقام، ولببني، قال: أتحسن تقول مثلي؟ وأنشد أبياتاً منها: من البسيط