سنة تسع وثلاثين ومائة في سبعين ألفاً ملطية، وأمضى طائفة منهم إلى أرض الروم. ووجه في سنة اثنتين وأربعين ومائة عبد الوهاب بن إبراهيم معه الحسن بن قحطبة في جماعة من أهل خراسان، وأهل الشام والجزيرة والموصل، وأمرهما أن يبنيا ما خربته الروم من حائط ملطية، وإعادته على ماكان.
وفي سنة ست وأربعين ومائة حج بالناس عبد الوهاب بن إبراهيم قال خليفة: وفيها - يعني سنة أربعين ومائة - وجه أبو جعفر عبد الوهاب بن إبراهيم بن محمد بن علي لبناء ملطية، فأقام عليها سنة حتى بناها، وأسكنها الناس. وغزا الصائفة سنة اثنتين وخمسين فلم يدرب.
وقال يعقوب الفسوي: سنة إحدى وخمسين ومائة غزا الصائفة عبد الوهاب بن إبراهيم قال الربيع بن حظيان: كنت جالساً عند المنصور إذ دخل الحاجب، فقال: عبد الوهاب بن إبراهيم بالباب، فقال: يدخل ابن الفاعلة، وبيد المنصور قضيب، قال: فلما سمعت ذلك قمت، فأمرني بالجلوس، فجلست، ودخل عبد الوهاب، فسلم، فقال: لاسلم الله عليك يا بن الفاعلة! فألقى عبد الوهاب نفسه على ركبتيه، وجعل يحبو إليه، فألقى بقضيبه قلنسوته، وجعل يضربه حتى وقع من رأسه حتى أدماه، وهو يقول؛ يا بن فلانة، تقتل الغساني، وتتعصب؟ فلو أنك إذ خرجت من دينك عممت، ولكن تعصبت، فمن يعدل بين الناس؟! وحدث غير واحد أن عبد الوهاب بن إبراهيم ولي فلسطين للمنصور، فأخربها، فوجه إليه المنصور أن احمل إلي إبراهيم بن أبي عبلة، وابن مخمر الكناني لأسألهما عن أمر البلد، فدعا بهما عبد الوهاب، فغداهما، ثم غلفهما بالغالية بيده، ثم قرأ عليهما كتاب