للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن ابن عباس قال: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد حاصرهم يعني بني النضير حتى بلغ منهم كل مبلغ، فأعطوه ما أراد منهم، فصالحهم على أن يحقن لهم دماءهم، وأن يخرجهم من أرضهم ومن ديارهم وأوطانهم، وأن يسيرهم إلى أذرعات الشام. وجعل لكل ثلاثة منهم بعيراً وسقاء. والجلاء إخراجهم من أرضهم إلى أرض أخرى.

وعن ابن عباس قال: من شك أن المحشر هاهنا يعني الشام فليقرأ هذه الآية: " هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر " قال لهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يومئذ: " اخرجوا. قالوا: إلى أين؟ قال: إلى أرض المحشر ".

وفي حديث الجارود: لما قدم على عمر قال له الجارود: أما أن تسيرني إلى الشام فأرض المحشر والمنشر.

وعن ابن عمر: أن مولاة له أتته فقالت: إني قد اشتد علي الزمان، وأنا أريد أن أخرج إلى العراق. قال: فهلا إلى الشام أرض المحشر، اصبري لكاع فإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " من صبر على شدتها ولأوائها كنت له شفيعاً أو شهيداً يوم القيامة ".

وعن خليد وسعيد عن قتادة قال: أنجاهما الله إلى الشام أرض المحشر والمنشر، وبها يجمع الناس رأساً واحداً، وبها ينزل عيسى بن مريم، وبها يهلك الله المسيح الكذاب.

وعن الصنابحي يرفعه قال: شكت الشام إلى الرحمن عز وجل فقالت: أي رب، جعلتني أضيق الأرض وأوعرها، وجعلتني لا أشرب الماء إلا عاماً إلى عام. فأوحى الله تعالى إليها: إنك داري وقراري، وأنت الأندر، وأنت منبت أنبيائي، وأنت موضع قدسي، وأنت موضع موطئي، وإليك

<<  <  ج: ص:  >  >>