للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عرف الديار توهماً فاعتادها ... من بعد ما شمل البلى أبلادها

صلى الإله على امرئ ودعته ... وأتم نعمته عليه وزادها

وإذا الربيع تتابعت أنواؤه ... فسقى خناصرة الأحص فجادها

نزل الوليد بها فكان لأهلها ... غيثاً أغاث أنيسها وبلادها

أولا ترى أن البرية كلها ... ألقت خزائمها إليه فقادها

ولقد أراد الله إذ ولاكها ... من أمة إصلاحها ورشادها

وعمرت أرض المسلمين فأقبلت ... وكففت عنها من أراد فسادها

وأصبحت في أرض العدو مصيبة ... عمت أقاصي غورها ونجادها

ظفراً ونصراً ما يناوئ مثله ... أحد من الخلفاء كان أرادها

وإذا نشرت له الثناء وجدته ... جمع المكارم طرفها وتلادها

فإشار الوليد إلى بعض الخدم فغطوه بالخلع، ووضعوا بين يديه كيسة الدنانير وبدر الدراهم، ثم قال الوليد: يا مولى بني نوفل بن الحارث، لقد أوتيت أمراً جليلاً، فقال ابن سريج: وأنت يا أمير المؤمنين قد آتاك اله ملكاً عظيماً وشرفاً عالياً، وعزاً بسط يدك فيه. ولم يقبضه عنك، ولا يفعل إن شاء الله، فأدام الله لك ما ولاك، وحفظك فيما استرعاك. قال: يا نوفلي، وخطيب أيضاً!؟ قال: عنك نطقت، وبلسانك تكلمت، وبعزك أنست.

وقد كان أمر بإحضار الأحوص بن محمد الأنصاري وعدي بن الرفاع العاملي، فلما قدما عليه أمر بإنزالهما جنب ابن سريج، فقالا: لقرب أمير المؤمنين كان أحب إلينا من

<<  <  ج: ص:  >  >>