لا تحبني ولا أحبك، ثم سطا عليه فشق قميص النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو خارج نحو الشام تاخراً، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" أما إني أسأل الله أن يسلط عليك كلبه ". فخرج في تجر من قريش حتى نزلوا بمكان من الشام يقال له: الزرقاء ليلاً فأطاف بهم الأسد تلك الليلة، فجعل عتيبة يقول: يا ويل أمي، هو والله آكلي كما دعا محمد علي، أقاتلي ابن أبي كبشة وهو بمكة وأنا بالشام! فعدا عليه الأسد من بين القوم فأخذ برأسه فضغمه ضغمة فدغه، فتزوج عثمان بن عفان رقية، فتوفيت عنده، ولم تلد له.
وعن هبار بن الأسود قال: كان أبو لهب وابنه عتبة تجهزا إلى الشام فتجهزت معهما، فقال ابنه عتبة: والله لأنطلقن إلى محمد ولأوذينه في ربه سبحانه وتعالى فانطلق حتى أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا محمد، هو يكفر بالذي " دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى ". فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" اللهم ابعث عليه كلباُ من كلابك ". ثم انصرف عنه، فرجع إلى أبيه فقال: يا بني، ما قلت له؟ فذكر ما قال له، قال: فما قال لك؟ قال: اللهم سلط عليه كلباً من كلابك. فقال: يا بني، والله ما آمن عليك دعاءه. فسرنا حتى نزلنا الشراة وهي مأسدة فنزلنا إلى صومعة راهب، فقال الراهب: يا معشر العرب، ما أنزلكم هذه البلاد؟ فإنما يسرح الأسد فيها كما يسرح الغنم. فقال لنا أبو لهب: إنكم قدعرفتم كبر سني وحقي، فقلنا: أجل يا أبا لهب. فقال: إن هذا الرجل قد دعا على ابني دعوة والله ما آمنها عليه، فاجمعوا متاعكم إلى هذه الصومعة، وافرشوا لابني عليها، ثم افرشوا