وفد عثمان بن عروة على مروان بن محمد، فأخبر به، فقال: أنا راكب غداً فلا تورونيه حتى أتوسمه في الناس. فركب فتصفح وجوه الناس، ثم أقبل على بعض من معه فقال: ينبغي أن يكون ذاك عثمان بن عروة وأشار إليه فقال: هو هو يا أمير المؤمنين. وكان وسيماً جميلاً، فأعطاه مروان مئة درهم، قال: ثم قدم من عند مروان، فأغلى كراء الحمر من كثرة من يلقاه، فقلت له: ولم ذاك؟ قال: يرجون جوائزه.
قال عروة بن خالد بن عبد الله:
دخلت المقصورة في زمن هشام بن عبد الملك، فإذا رجل من أهل الشام قدم من عند هشام بن عبد الملك، فجلست إلى جنبه، وغلقت المقصورة، فاستفتح رجل ففتح له، فإذا محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، فأقبل حتى وقف قريباً، ونزع نعله فقام يصلي، فقال الشامي: ما رأيت كاليوم رجلاً أجمل ولا أهيأ من هذا! فقلت: هذا عمي، هذا محمد بن عبد الله بن عمرو. وغلقت المقصورة، ثم استفتح رجل ففتح له فإذا هو عثمان بن عروة بن الزبير، فإذا مثله في الجمال والهيئة، فجاء فجلس قريباً منا، فقال الشامي: ما رأيت كاليوم رجلاً أجمل ولا أهيأ من هذا! فقلت: هذا خالي أخو أمي عثمان بن عروة بن الزبير، ثم أغلقت المقصورة فاستفتح رجل ففتح له فإذا عبد الحميد بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، فإذا مثلهما في الجمال والهيئة، فأقبل حتى وقف قريباً منا، فقال الشامي: ما رأيت كاليوم رجلاً أجمل ولا أهيأ من هذا! فقلت: هذا ابن خال أبي، وهو ابن خالي، فأقبل علي الشامي فقال: ويحك ما قدرت أن تشبه من هؤلاء أحداً؟ وكان عروة بن خالد قبيحاً.
كان عثمان بن عروة جميل الوجه، جيد الثياب والمركب، عطراً، وقال: إن كان أبي ليقول لي وأنا أغلف لحيتي بالغالية: إني لأراها ستقطر أو قد قطرت. وما يعيب ذلك علي