وشهد له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالجنة، وتوفي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو عنه راض، قيل: إنه أسلم بعد أبي بكر وعلي وزيد بن حارثة.
وكان حسن الوجه، ليس بالقصير ولا بالطويل، كبير اللحية، أسمر اللون، عظيم الكراديس، بعيد ما بين المنكبين، يخضب بالصفرة، وكان قد شد أسنانه بالذهب.
قتل يوم الجمعة، وقيل: يوم الأربعاء لثماني عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين.
ولما أمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ببيعة الرضوان كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أهل مكة، فبايع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الناس، ثم قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهم إن عثمان في حاجة الله وحاجة رسوله. فضرب بإحدى يديه على الأخرى فكانت يد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعثمان خيراً من أيديهم.
وأخبر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن الملائكة تستحي منه، وجهز جيش العسرة من خالص ماله، واشترى بئر رومة، فجعل دلوه كدلاء المسلمين.
كان من القانتين بآيات الله آناء الليل ساجداً حذراً لآخرته ورجاء لرحمة ربه، يحيي القرآن جل لياليه في ركعة حياة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وخليفتيه، فلما ولي كان خير الخيرة وإمام البررة. أخبر الله عز وجل على لسان نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه مع أصحابه حين وقوع الفتنة على الحق، فكان كذلك إلى أن قتل شهيداً، وشهد له بالجنة، ومات وهو عنه راض.
ودفن عثمان بالبقيع ليلاً، وصلى عليه جبير بن مطعم، وخلفه حكيم بن حزام، وأبو جهم بن حذيفة ونيار بن مكرم الأسلمي ونائلة وأم البنين بنت عيينة. ونزل في حفرته نيار وأبو جهم وجبير، وكان حكيم وأم البنين ونائلة يدلونه على الرجال حتى لحد وبني عليه، وغيبوا قبره وتفرقوا. رضي الله عنه.