للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول فيها. قالت: فرفعت الستر بيني وبينها فإذا شقة قمر، لم تر عيني مثلها، فبكت وانتحبت حتى ظننت أن قلبها قد انصدع، فقلت لها: اتقي الله فما قلت بأساً، فمكثت طويلاً على تلك الحال من البكاء والنحيب، ثم قالت: من الطويل:

ألا ليت شعري والخطوب كثيرة ... متى رحل قيس مستقل فراجع

بنفسي من لا يستقل برحله ... ومن هو إن لم يحفظ الله ضائع

ثم بكت حتى غشي عليها، فلما أفاقت فلت: من أنت؟ قالت: أنا ليلى المشؤومة عليه غير المساعدة، فما رأيت مثل حزنها عليه ووجدها به.

لما طولب عثمان بن خريم أخو أبي الهيذام بخمسة آلاف درهم، وكان على سجستان أيام الرشيد، وحبس قال: من الطويل:

أغثني أمير المؤمنين بنظرة ... تزول بها عني المخافة والأزل

ففضلك أرجو ل البراءة إنه ... أبى الله إلا أن يكون لك الفضل

وإلا أكن أهلاً لما أنت أهله ... فأنت أمير المؤمنين له أهل

قال عبد ال بن المعتز: دخل عدة من أهل الشام على المنصور حين عفا عنهم في اجلائهم مع عبد الله بن علي، فقال عثمان بن خريم: يا أمير المؤمنين، لقد أعطيت فشكرت، وابتليت فصبرت، وقدرت فغفرت.

قال محمد بن يزيد المبرد: قال أبو يعقوب الخريمي يرثي عثمان بن خريم: من الطويل:

جزى الله عثمان الخريمي خير ما ... جزى صاحباً جزل المواهب مفضلا

أخاً كان إن أقبلت بالود زادني ... صفاءً وإن أدبرت حن وأقبلا

أخاً لم يخني في الحياة ولم أبت ... تخوفني الأعداء منه التنقلا

<<  <  ج: ص:  >  >>