يقلبها حتى إذا بلغت باب المسجد الذي كان عند مسكن أم سلمة زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مر بهما رجلان من الأنصار فسلما على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم نفذا، فقال لهما رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: على رسلكما إنها صفية بنت حيي. قالا: سبحان الله يا رسول الله! وكبر عليهما ذلك، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئاً.
قال عثمان بن عمر التيمي: رأيت في المنام كأن عاتكة ابنة عبد الله بن يزيد بن معاوية ناشرة شعرها، وهي واقفة على مرقاتين من منبر دمشق، وهي تنشد بيتين من شعر الأحوص: من الكامل:
أين الشباب وعيشنا اللذ الذي ... كنا به زمناً نسر ونجذل
ذهبت بشاشته وأصبح ذكره ... حزناً يعل به الفؤاد وينهل
قال عثمان: فلم يكن بين ذلك وبين الحادثة على مروان وعلى بني أمية إلا أقل من شهرين.
ولما ظفر عبد الله بن علي ببني أمية واستباح حريمهم وقتل الصغير منهم والكبير أنشأ يقول: من الكامل:
حسبت أمية أن سترضى هاشم ... عنها ويذهب زيدها وحسينها