للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واقف في الماء عطشا ... ن ولكن ليس يسقى

فما بقي في القوم أحد إلا تواجد إلا ابن مردان لم يتحرك، فلما جلسوا سألهم عن معنى ما وقع لهم في هذا البيت، فكان يجيبه كل أحد منا بجواب لا يقنعه ذلك، فسألناه عن ذلك فقال: أن يكون في حالة ويكون ممنوعاً عن التمتع بحاله، ولا ينقل إلى حالة فوق حاله، هذا معناه، والله أعلم.

قال ابن مردان: سمعت الجنيد يقول: جئت إلى أبي الحسن السري يوماً فدققت عليه الباب فقال: من هذا؟ قلت: جنيد. فقال: ادخل. فدخلت، فإذا هو قاعد مستوفز، وكان معي أربعة دراهم، فدفعتها إليه فقال لي: أبشر فإنك تفلح، فإني احتجت إلى هذه الأربعة دراهم، فقلت: اللهم ابعث إلي على يدي من يفلح عندك.

قال أبو القاسم النهاوندي: صحبت أبا سعيد الخراز فقال أبو سعيد: كل وجد يطهر على الجوارح الظاهرة وفي النفس أدنى حمولة فهو مذموم، وكل وجد يظهر تضعف النفس عن حمله فذاك محمود.

قال أبو القاسم بن مردان: سمعت أبا بكر الزقاق يقول: أخذ علي في ابتداء أمري مباينة والدي لأنه كان صيرفياً، فقالت لي نفسي: اخرج إلى جبل اللكام، فأقمت فيه عشر سنين، ثم أثر علي بعد ذلك الفاقة، فطالبتني نفسي بالرجوع إلى الوطن، فقالت لي: تأكل خبزك في بيتك، وتعبد ربك، فخرجت متوجهاً نحو العراق حتى وصلت مفرق الطريقين: طريق إلى الحجاز وطريق إلى العراق، فرأيت محراباً وعين ماء، فتطهرت للصلاة وصليت ركعتي الاستخارة، فسمعت هاتفاً يهتف بي وهو يقول: يا أبا بكر الزقاق: من الرجز:

<<  <  ج: ص:  >  >>