للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال جرير: فرحمته، فلما قال:

قلم أصاب من الدواة مدادها

رحمت نفسي وحالت الرحمة حسداً، وفيها يقول:

وقصيدة قد بت أجمع بيتها ... حتى أقوم ميلها وسنادها

نظر المثقف في كعوب قناته ... حتى يقيم ثقافة ميادها

وعلمت حتى ما أسأئل واحداً ... عن علم واحد لكي أزدادها

دخل جرير على الوليد بن عبد الملك وهو خليفة وعنده ابن الرقاع العاملي، فقال الوليد لجرير: أتعرف هذا؟ قال: لا يا أمير المؤمنين. قال: هذا رجل من عاملة. فقال: الذين يقول الله تعالى: " عاملة ناصبة، تصلى ناراً حامية " ثم قال: من الطويل:

يقصر باع العاملي عن العلا ... ولكن أير العاملي طويل

فقال العاملي:

أأمك يا ذا أخبرتك بطوله ... أم أنت امرؤ لم تدر كيف تقول

قال: لا، بل لم أدر كيف أقول. فوثب العاملي إلى رجل الوليد فقبلها وقال: أجرني منه. فقال الوليد لجرير: لئن سميته لأسرجنك ولألجمنك وليركبنك، فيعيرك بذلك الشعراء.

<<  <  ج: ص:  >  >>