إلى سعيد بن المسيّب؛ فجالسته سبع سنين لا أرى أن عالماً غيره. قال: ثم تحولت إلى عروة ففجّرت به ثبج بحر.
قال ابن شهاب: جالست سعيد بن المسيب، فكان يعيد عليّ الرجيع من حديثه. وكان عروة بحراً ما تكدره الدلاء. وما رأيت أغزر حديثاً من عبيد الله بن عبد الله.
قال سفيان بن عيينة: كان أعلم الناس بحديث عائشة ثلاثة: القاسم بن محمد، وعروة بن الزبير، وعمرة بنت عبد الرحمن.
حدث هشام بن عروة: أن عون بن عبد الله قال: حدثني عن أبيك، قال: فذهبت أحدثه عن السنين، فقال: لا غرائب أحاديثه! فإن عبد الله بن عروة حدثني عن عروة عن عائشة أنها كتبت إلى معاوية بن أبي سفيان: إنك إن اتقيت الله كفاك الناس، وإن اتقيت الناس لم يغنوا عنك من الله شيئاً، فاتق الله.
قال هشام: حدثني عتبة بن عبد الله قال: جلست مع أبيك فضحكت فقال: ما يضحكك؟ فقلت: أنك تحيلنا على الأملئاء.
قال هشام: فإنما كان يحدث عن عائشة.
فقال هشام: وكان أبي يقول: إنا كنا أصاغر قوم، ثم نحن اليوم كبار، وإنكم اليوم أصاغر وستكونون كباراً، فتعلموا العلم تسودوا به قومكم، ويحتاجون إليكم، فوالله ما سألني الناس حتى لقد نسيت.