قال: وقال أبي: ما أخبرت أحداً بشيء من العلم قط لا يبلغه عقله إلا كان ذلك ضلالة عليه.
وعن هشام بن عروة: أن أباه حرق كتباً له فيها فقه، ثم قال: لوددت أني كنت فديتها بأهلي ومالي.
قال الزهري:
كنا عند عمر بن عبد العزيز، وهو والي المدينة، ثم صرت إلى عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فقال: هل من معه به خبرٌ فأسأله الأمر؟ هل كان عمر يكتب؟ فقال عروة: نعم كان يكتب، فقال: بآية ماذا؟ قال: بقوله: لولا أن يقول الناس: زاد عمر في القرآن لخططت آية الرجم بيدي. فقال عبيد الله: هل سمّى عروة من حدّثه؟ قلت: لا، فقال عبيد الله: فإنما صار عروة يمص مص البعوضة تملأ بطنها ولا يرى أثرها، يسرق أحاديثنا ويكتمنا. أي: إني أنا حدثته.
قال أبو الزناد: ما رأيت أحداً أروى للشعر من عروة، فقيل له: ما أرواك يا أبا عبد الله!! فقال: وما روايتي في رواية عائشة: ما كان ينزل بها شيءٌ إلا أنشدت فيه شعراً.
قال ابن شوذب: كان عروة بن الزبير إذا كان أيام الرطب ثلم حائطه فيدخل الناس فيأكلون ويحملون، وكان إذا دخله ردّد هذه الآية فيه حتى يخرج منه:" ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله " حتى يخرج.
وكان عروة يقرأ ربع القرآن كل يوم نظراً في المصحف، ويقوم به الليل، فما تركه إلا ليلة قطعت رجله، ثم عاوده من الليلة المقبلة، وكان في رجله الأكلة، فنشرها