للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لما اتخذ عروة قصراً بالعقيق، قال له الناس: قد جفرت عن مسجد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال: إني رأيت مساجدهم لاهية، وأسواقهم لاغية، والفاحشة في فجاجهم عالية، فكان فيما هنالك عما هم فيه عافية.

وعن ابن أبي ربيعة: أنه مرّ بعروة بن الزبير وهو يبني قصره بالعقيق، فقال: أردت الحرث يا أبا عبد الله؟ قال: لا، ولكنه ذكر لي أنه سيصيبها عذاب، يعني المدينة، فقلت: إن أصابها شيء كنت منتحياً عنها.

وكان عروة يكون بالعقيق فيموت بعض ولده بالمدينة فلا يأتيه.

من شعر عروة بن الزبير: من المتقارب

إذا انتسب الناس كان التقيّ ... بتقواه أفضل من ينسب

ومن يتّق الله يكسب بها ... من الحظ أفضل ما يكسب

قال عروة: أفضل ما أعطي العباد في الدنيا العقل، وأفضل ما أعطوا في الآخرة رضوان الله.

وقال عروة: ليس الرجل الذي إذا وقع في الأمر تخلص منه، ولكن الرجل يتوقى الأمور حتى لا يقع فيها.

قال عروة: ما أحب أن أدفن في البقيع، لأن أدفن في غيره أحب إليّ من أن أدفن فيه. إما أحد الرجلين: إما ظالم فما أحب أن أكون في قبره، وإما صالح فما أحب أن تنبش لي عظامه.

<<  <  ج: ص:  >  >>