وهزم زهير أصحاب علي، وقتل جعفر بن عبد الله، وأفلت الجلاس، وأتى ابن العشبة علياً، فعنّفه وقال: جبنت وتعصّبت فانهزمت، وعلاه بالدّرة؛ فغضب ولحق بمعاوية؛ فهدم عليٌّ داره. وكان زهير حمل ابن العشبة على فرس، فلذلك اتهمه علي، وقال ابن العشبة: من الطويل
أبلغ أبا حسنٍ إذا ما جئته ... يدينك منه الصبح والإمساء
لو كنت رائينا عشية جعفرٍ ... جاشت لديك النفس والأحشاء
إذ نحسب الصحراء خلف ظهورنا ... خيلاً وأن أمامنا صحراء
إنا لقينا معشراً قبض الحصى ... فكأنهم يوم الوغى شجراء
ومر الجلاس براع فأعطاه جبّة خزّن وأعطاه الراعي عباءة، فلبسها، وأخذ العلبة في يده، وأدركته الخيل، فقالوا: أين أخذ هؤلاء الترابيون؟ فأشار إليهم: أخذوا ههنا. ثم أقبل إلى الكوفة، فقال جوّاس بن القعطل: من الطويل