إلى عروة، وهو أقرب القوم منه مجلساً، فقال: لله أبوك! بكم اشترى أبوك من هؤلاء دينهم؟ قال: بأربع مئة، قال: لقد وجد دينهم عندهم رخيصاً.
قال الشعبي: علّم المغيرة بن شعبة ابنه عروة رعاية الغنم، ثم علّمه رعاية الإبل، ثم قال: أجلسوه في مجالسكم حتى يتعلّم منكم ويسمع حديثكم، ثم دعاه إليه فزوجه أربعاً.
قال الشعبي: اشترى رجل من رجل جاريته بخمس مئة درهم فنقده منها ثلاث مئة درهم، فسأله أن يدفعها إليه، فأبى، فانطلق، فتحمّل له الثمن. ثم أتاه بها، فدفعها إليه، وقال: ادخل فاقبض سلعتك، فوجدها قد ماتت. فخاصمه إلى عروة بن المغيرة، قال: فقال عروة: أما الثلاث مئة فهي لك، وأما المئتين فإنك ارتهنت السلعة رهناً، والرهن بما فيه؛ فأعجب ذلك الشعبي.
قال عروة بن المغيرة: شرّ العداوة ما ستر بالمداراة، وأشفاها للأنفس ما فزع بمثلها بادئاً، وكان ينشد: من الكامل
لا أتّقي حسد الضّغائن بالرّقى ... فعل الذليل ولو بقيت وحيدا
لكن أعدّ لها ضغائن مثلها ... حتى أوازي بالحقود حقودا
كالخمر خير دوائها منها بها ... تشفي السقيم وتبرئ المنجودا
وقال ابن عياش في تسمية الحول: عروة بن المغيرة بن شعبة.