للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشام، وجعل رأس الرأس حمص وفيها المنقار، فإذا نقف المنقار يتأفف الناس، وجعل الجؤجؤ دمشق وفيها القلب، فإذا تحرك القلب تحرك الجسد، وللرأس ضربتان ضربة من الجناح الشرقي، وهي على دمشق. وضربة من الجناح الغربي، وهي على حمص، وهي أثقلهما. ثم يقبل الرأس على الجناحين، فينتفهما ريشة ريشة.

وقال كعب: ويل للجناحين من الرأس، وويل للرأس من الجناحين، يرددها ثلاثاً. فالرأس الشام، والجناحان المشرق والمغرب.

وعن قتادة قال: إن الرأس الشام، وإن مصر الذنب، وإن العراق الجناح. وكان يقال: ويل للجناحين من الرأس.

وعن إياس بن معاوية قال: مثلت الدنيا على طائر: فمصر والبصرة الجناحان، والجزيرة الجؤجؤ، والشام الرأس، واليمن الذنب.

روى محمد بن إسحاق عن بعض أهل العلم قال: خلق الله الأرض على صورة الطير: فرأسها الشام، وجؤجؤها مكة ومنها دحيت الأرض وسائر أطرافها جميع الأرضين. وخلقت مكة قبل بيت المقدس بأربعين عاماً. وكان موضع الكعبة ربوة حمراء على وجه الماء. فلما أن خلق الله الأرض خلقها سبع أرضين، غلظ كل أرض مسيرة خمس مئة عام، وفيما بين كل أرض إلى التي تليها فتق يمسك بعضها بعضاً.

وذكر علماء الأوائل أن أقاليم الأرض سبعة، وأن الهند رستمها، فجعلت صفة الأقاليم كأنها حلقة مستديرة يكتنفها ست دوائر: فالدائرة الوسطى هي إقليم بابل، والدوائر الست المحدقة بالدائرة الوسطى، كل دائرة منها إقليم من الأقاليم الستة. فالإقليم الأول منها إقليم بلاد الهند، والإقليم الثاني إقليم الحجاز، والإقليم الثالث إقليم مصر، والإقليم الرابع إقليم بابل، وهو الممثل بالدائرة الوسطى التي اكتنفتها سائر الدوائر وهو أوسط الأقاليم وأعمرها، وفيه جزيرة العرب، وفيه العراق الذي هو سرة الدنيا، وحد هذا الإقليم مما يلي

<<  <  ج: ص:  >  >>