رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سفينة. فقلت: ولما سماك سفينة؟ قال: خرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه أصحابه فثقل عليهم متاعهم، فقال لي ابسط كساءك، فبسطت فجعلوا فيه متاعهم ثم حملوه علي. فقال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: احمل فإنما أنت سفينة فلو حملت يومئذ قدر بعير أو بعيرين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة أو ستة أو سبعة ما ثقل علي إلا أن يخفوا. وفي رواية: كنا مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سفر، فكلما أعيا بعض قومي ألقى علي سيفه وترسه ورمحه حتى حملت شيئاً كثيراً، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنت سفينة. قال سفينة: قالت أم سلمة: أعتقك على أن تخدم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما عشت. قلت: ولو لم تشترطي علي لخدمت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو ما فارقت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فأعتقتني أو شارطتني أن أخدم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما عشت. وعن سفينة قال: خدمت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عشر سنين. وعنه قال: لقيني الأسد فقلت: أنا سفينة، مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: فضرب بذنبه الأرض وقعد. وعن سفينة مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: كنت في سفر فعرض لي الأسد فقلت: يا أبا الحارث، أنا سفينة، مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: فولى رافعاً ذنبه يهمهم. وكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع من الجنابة. وعنه قال: ركبنا في سفينة تجاراً في البحر، فانكسرت السفينة، فرمى بنا البحر، فخرجت أمشي لا أدري أين أتوجه. فكان أول شئ رأيت الأسد. فقلت: أي يا أبا الحارث، أنا مولىً لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهمهم فدفعني برأسه، فجعلت أندفع حتى أوقفني على الطريق، وفي رواية: ثم همهم، فظننت أن السلام.