يا أيها المبتغي أخا ثقةٍ ... عدمت ما تبتغي فدع طمعك
داج المداجين ما لقيتهم ... وخادع النفس لامرئٍ خدعك
لا تكشف المرء عن سرائره ... ودعه تحت النفاق ما ودعك
أظهر له مثل قول ذي بلهٍ ... تريه إن ضرّ أنه نفعك
قال: وأنشدني بعض القزوينيين لحسن بن رشيق القيرواني: من السريع
في الناس من لا يرتجى نفعه ... إلا إذا مسّ بأضرار
كالعود لا يطمع في طيبه ... إن أنت لم تمسسه بالنار
ومن شعر أبي الحسن علي بن أحمد الأندلسي: من الوافر
وسائلةٍ لتعلم كيف حالي ... فقلت لها: بحال لا تسرّ
دفعت إلى زمان ليس فيه ... إذا فتّشت عن أهليه حرّ
توفي أبو الحسن ببغداد سنة سبع وسبعين وأربع مئة، وكان من أهل ميورقة.
وقيل: إنه كان قد ركب في البحر إلى بلاد الزنج، وكان معه من العلوم أشياء، فما نفق عندهم إلا النحو، ثم إنه عاد إلى البصرة على أن يقيم بها، فلما وصل إلى البصرة وقع عن الجمل، فمات سنة أربع وسبعين.