أمير المؤمنين وأنت أيها الأمير إذ عرفتم ذلك أن تفتحوها فيكفيهم ذلك عن المسألة؟ قال: إنك أحمق، إن الناس صاروا تجاراً بدينهم، ألا ترى إلى عمرو بن سعيد أغار على دمشق باثني عشر ألفاً على زيادة عشرة عشرة؟ ولد أبو عبد الله سنة خمس عشرة عام اليرموك، وكان أعور ذهبت عينه يوم الصواري في البحر مع عبد الله بن سعد بن أبي سرح، سنة أربع وثلاثين.
وكان يفد لليمانية من أهل مصر على عبد الملك بن مروان، وكانت له من عبد العزيز بن مروان منزلة، وهو الذي زفّ أمّ البينين ابنة عبد العزيز بن مروان إلى الوليد بن عبد الملك، ثم عتب عليه عبد العزيز فأغزاه إفريقية، فلم يزل بإفريقية إلى أن توفي بها.
ويقال: إن وفتها كانت في سنة أربع وعشرة ومئة.
وكان يلقب بعلي، وكان اسمه علياً، وكان يحرج على من سماه عليّاً بالتصغير. ورباح: بفتح الراء والباء الموحدة. وكان يقول: لا أجعل في حلٍّ من سماني عليّاً، فإن اسمي عليّ.
قال أبو عبد الرحمن المقرئ: كانت بنو أمية إذا سمعوا بمولود اسمه علي قتلوه، فبلغ ذلك رباحاً فقال: هو علي. وكان يغضب من علي.
وقيل: توفي علي بن رباح سنة سبع عشرة ومئة.
وثقه جماعة.
قال الحارث بن زيد الحضرمي: دخلت على علي بن رباح وهو في الشمس، وعنده جارية علجة، وهو يقول: قال عمرو بن العاص، قال فلان، قال فلان، فقلت له: تحدث مثل هذه بهذه الأحاديث؟ فقال: ليست هي بي، إنما أستذكر حديثي.